• ×

admin

شيء من قدرة الله (فيروس كورونا)

admin

 0  0  378
زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

إن الحمد لله ...

أما بعد:-

فما أضعفك يا ابن آدم!

تحمل ما لاتريده حمله!

تحمل مايضرك، وتنقله بقدرة الله إلى أهلك وأصحابك وأحبابك !

نعم لا تراه بعينك المجردة، ولا يحتاج في تنقله إلى حاملات أو مدرعة !.

إنَّ حديث المجالس، والعناوين العريضة في الصحف، والمواقع، وبداية النشرات الإخبارية (فيروس كورونا).

ومن الناس من صار نهباً لما ينقل، ويذاع، ومنهم المكذب ولديه اتهام عريض في صحة ما يقال ويشاع .

نعم، لا نثق بالأعداء، ولا نسلمهم عقولنا، ولا نقبل أن يصوغوا نفسياتنا، أو يعبثوا بسكينة قلوبنا واطمئناننا إلى خالقنا .

لا ننكر قدرة الله على خلقه، ولا نكذب بآياته في الآفاق وفي أنفسنا، وربنا تعالى يقول( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) .

وقد وصف الله قوماً بالكبر والإجرام مع نزول آيات العذاب عليهم، ومعاينتهم نذره (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) .

وحكى عن آخرين قسوة القلوب، والركون إلى ما زينه الشيطان وبأس الله نازل بهم، وقوارعه تصيبهم أو تحل قريباً من دارهم (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

(ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم)

وما اسْتُدْفِع الشرّ والبلاء بِمِثلِ التّوبَةِ والدّعاء ولذلك كان مِن دُعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

قَالَ العبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلاءٌ إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَلَمْ يُكْشَفْ إِلاَّ بِتَوْبَةٍ .

معاشر الإخوة: معالم ديننا واضحة في صحتنا وسقمنا في سلمنا وحربنا (اليوم أكملت لكم دينكم)

ومن ذلك أن يعرف المؤمن أن هذه الأمراض هي مظهر من مظاهر قدرة الله وتقديره ولذا نُهينا عَنْ سَبِّ الْمَرَضِ ؛ لأنَّ مِنْهُ مَا يَكونُ رَحْمَةً للمؤمنين، وَمِنْهُ مَا يَكونُ شَهَادَةً في سَبيلِ اللهِ، ومنه ما يكون عظة وعذاباً على الكافرين .

سألت عائشة رضي الله عنها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ به الطَّاعُونُ ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ " رواه البخاري .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. رواه البخاري ومسلم .

ودَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ : مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ ؟ (أيْ : تَرْتَعِدِين) قَالَتْ : الْحُمَّى ، لاَ بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ : لاَ تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ"  رَوَاهُ مسلِمٌ .

وإن مما ينبه عليه أن يتداول الإنسان التعليقات الساخرة، والنكت الباردة حول هذه الأوبئة، أو يسجل المقاطع الساخرة، ليضحك بها القوم، ويحظى بخفة الدم !

فما هكذا حق الآيات والنذر !.

 وإذا كنا نقول: لا للسخرية والتعليق فنقول أيضاً: لا للتهويل ونشر ما قد يوقع بعض النفوس في الهلع والجزع، وربما أساء الظن بربه، ونسي أن ربه أرحم الراحمين، وأن حفظ الله لمن حفظ الله حصن حصين، وقرار مكين .

"فاحفظ الله يا عبدالله يحفظك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيحٌ.

(فمن صلى الفجر فهو ذمة الله) رواه مسلم

(ومن قال بسم الله الذي لا يضر مع اسم شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم – ثلاث مرات - لم يضره شيئ) رواه أبو داود وغيره وهو صحيح .

(ومن قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)

وقال صلى الله عليه وسلم في المعوذتين تقرآن حين تمسي وحين تصبح قال: تكفيك من كل شيء .

فاللهم بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام نسأل اللهم أن تحفظ المسلمين بحفظك ...

الحمد لله ..  أما بعد:-

أيها الإخوة هذه العوارض الكونية، والتحولات البشرية، والتدابير الإلهية يجب أن تكون محل تأمل من العبد يجدد فيها علاقته مع ربه .

فهذا الفيردوس غيَّر مسارات دول، وألغيت بسببه اجتماعات معدة، وأجلت مواعيد مرتبة، وأوقفت العمرة، ومنعت الزيارة للمدينة .

وشاهد الناس كيف أخلي الحرم المكي، وغادره الطائفون مختارين، في مناظر محزنة، وتفوس متلهفة .

ممتثلين قوله تعالى (حذوا حذركم)، مدركين أن ما فات المؤمن بعمله، فإنه مدرك له بنيته.

داعين ربهم (اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك) .

فثقوا رحمكم الله بجهود دولتكم، وحرصها على سلامتكم، وادعوا الله لهم بمزيد التوفيق، وأن يكفيها شرور الحاسدين، وأن يرد كيد المتربصين

أيها الإخوة هذه الأحداث من شأنها أن تعيد للمؤمن توازنه، وتجدد علاقته بربه .

فاليقين والتوكل وحسن الظن بالله معان عظيمة، ومقامات سامية تظهرها متعطفات المحن، وتبرزها مطبات الإبتلاء  

فأروا الله من أنفسكم خيراً، وكونوا مبشرين لا منفرين، واثقين متفائلين .

ألا وإن من البشائرالإلهية الطبية أن قد قيل: إن عمر الفيروس بالساعات  وهو قابل للانتقال بالعدوى ثم ينتهي، ولا بقاء له في الأجواء الحارة فياسبحان الله!.

فهل نستعجل الحر الذي طالماً تأفف منه بعضنا ؟!

(يدبر الأمر بفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون)

ما أشد فقرنا إلى الله!

(يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله)

أيها الإخوة: قد خاف الناس وخوفوا في أعوام مضت، وسنين خلت بأمراض حلت انفلونزا الخنازير والطيور، وغيرها واتلفت على إثره آلاف الطيور ثم أصبحت تلك الأحداث خبرا يذكر، وتاريخاً يسطر

فسبحان من هو على كل شيء مقتدر، الغالب الذي لا يقهر، ومن هو (كل يوم هو في شأن) .

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَصْبَحْتُ وَمَا لِي سُرُورٌ إِلاَّ فِي مَوَاقِعِ القضاء والْقَدَرِ؛ إن تكن السراء فعندي الشكر، وإن تكن الضراء فعندي الصبر".

أيها الإخوة: الإنسان في هذه الدنيا يجد في قلبه مع بذكر الله، وذكر محامده، وآلائه وعبادته -من اللذة- ما لا يجده بشيء آخر".

فاستغنوا بربكم، واعتصموا بدينكم، وارفعوا لله تعالى كل حوائجكم (فإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)

فاللهم احفظ علينا أمننا  ...

 



التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:06 مساءً الخميس 19 مايو 1446.