الحمد لله تتابع فضله، وتجدد بره وإنعامه، خلقنا ورزقنا، وآونا وهدانا، ومن كل خير أعطانا .
فسبحانك اللهم ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت, ما عبدناك حق عبادتك، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت ما قدرناك حق قدرك، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت الخيرُ كله بيديك والشر ليس إليك، مصير كل أحد إليك، ورزق كل أحد عليك.
سبحانك اللهم وبحمدك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، خلقتنا ولا قدرة لنا، ورزقتنا ولا قوة لنا، وهديتنا إلى الإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن .
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً .
الله أكبر ...
أما بعد:-
فأعوام يتلوها أعوام، يقلب الله فيها الليل والنهار، ويصرف فيها الأحوال والأقدار!
هذه الدنيا يا عبد الله وهذه أيامها، وصفها ربنا بالعاجلة (كلا بل تحبون العاجلة) فهي عاجلة في انقضائها، أفراحها لا تدوم، لذاتها تنتهي, وحسراتها تنقضي
(وتلك الأيام نداولها بين الناس)
جعلها الله ميداناً يتنافس فيها المتنافسون .
فهنيئا لمن عرف حقيقتها، وأبصر مواقع الزلل فيها، ولم يغتر ببهرجها
(إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة ولا يغرنكم بالله الغرور) فحياة الإنسان فيها مراحل، وعمره أيام ومنازل، ما مضى منها فات، ولا يعاد بحزن عليه، ولا يسترجعه كثرة الالتفات إليه .
وهكذا ما تستقبله من أيامك فالحياة ماشية، ومستقبلها يوشك أن يكون ماضياً فالأيام سريعة!
نتذاكر الحدث وكأنه في العام الماضي ثم تفاجؤ أن له أعواما ثلاثا أو خمساً بل وأكثر من ذلك، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في خبر آخر الزمان (وتكون السنة كالشهر)، عبر الزمان لا تنقضي فلا تكونن من الغافلين .
كيف والليالي تطوى من ورائك، وآجال تنقضي بأصحابها، وأعمار يفنيها أربابها (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
إنها عظة، وأي عظة ؟
وهادم اللذات الذي تخطاك إلى غيرك، سوف يتخطى غيرَك ليصل إليك.
(ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعبدون)
هذه حقيقتك يا ابن آدم!
وأهم من هذا قوله تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق)
فعيب الزمان، وإكثار القول في ذم الناس، والتذمر من تغير الجيل، وتبدل الطباع هي متنفس المفلسين، لا تصلح فاسداً، ولا تعطي معدوماً، ولا تفرح مغموماً !
وطوبى لمن شغلته نفسه، واشتغل بما يعنيه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه!
ثم طوبى للذين يجتهدون في إصلاح ما أفسد الناس!
أولئك الغرباء!!
الله أكبر الله أكبر
أيها الإخوة: التذكير بالنعم مبدأ قرآني، وتوجيه رباني (فاذكروا ألاء الله لعلكم تفلحون)
أيُّ نعمة فضلنا الله بها في هذه البلاد!؟
وأي بلاد يستطاع أن يقال عنه إنه خير منكم !؟
حالنا كما قال الله تعالى (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان) .
عشنا عاماً وموسماً شتوياً من أروع المواسم أرسل الله فيها السماء علينا مدراراً فاخضرت البراري والقفار، وتحدث الناس بنعمة الأمطار، فطابت رحلاتهم، وتفكهوا بالكمأة والجراد منة من ربهم (وما بكم من نعمة فمن الله)
وحال من حولنا كما قال الله تعالى (ويتخطف الناس من حولهم)
نحن في هذه البلاد لم نعتد من ربنا إلا خيراً، ولطف الله بنا وذوده عن ديارنا، ودفعه عن حياضنا لا يشك فيه إلا ذو سفه أعماه، أو ذو كبر أرداه!
عقر الله صواريخ الحوثي في السماء فلم تبلغ مداها في الأرض وحفظ الله منها أنفسنا وديارنا
فالعداء العسكري لم يرقب في مؤمن إلا ولاذمة وهو على أشده في الأرض المباركة أرض الشام فرَّج عنهم، وانتصر لهم، وحفظ الله بلاد المسلمين وحفظ بلاد الحرمين، التي من قدر الله لها أن تبقى مهوى أفئدة المسلمين، وحاضنة الحجاج والمعتمرين .
اختارها الله لترفع رآية السنة ليبقى الناس يهتفون: لبيك اللهم لبيك في وجه من يهتف: لبيك يا حسين
فما أحوجنا لوحدة الصف، ووضع أيدينا بأيدي قادتنا، معتمدين على ربنا، مشفقين من ذنوبنا
ونحن أمة لا تنتصر بالعدة والعتاد ولكن ننتصر بقلة ذنوبنا وكثرة ذنوب الأعداء فلو تساوت الذنوب انتصروا علينا بالعدة والعتاد..(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
الله أكبر الله أكبر ....
إن من آكد ما يتواصى الناس به، ويتعاهدُ الإنسان به نفسه قبل غيره، ويكونُ حديث مجالسهم، ويبدأ القول فيه ويعاد هو ما خلق الإنسان من أجله، ولم تجعل نهايته إلا انقضاءَ عمره وبلوغَ أجله (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
أجل يا عباد الله إنه الثبات على هذا الدين القويم حيث رضيه رب العالمين وأمر بالاستمساك به (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) (فتوكل على الله إنك على الحق المبين)
وأما التفلت من أحكام الدين، والانتقاء منه بمجرد الرغبة والهوى فهو المركب السهل والبضاعة المزجاة، فالساحة مليئة بأنصاف المتدينين, وبأرباع المستقيمين، وبأسداسهم، وبأقل من ذلك وبمن باعوا دينهم بعرض من الدنيا استطالوا الطريق، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها .
إن الثبات في زمن المتغيرات هو العملة النادرة، لا يقوى عليه إلا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلا
فما أحوجنا إلى ثقة موسوية (فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون، قال كلا إن معي ربي سيهدين) (فاصبر كما صبر من العزم من الرسل)
سنة الله تعالى أن يبتلي الحق بالباطل ليميز الخبيث من الطيب
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)
ولقد اشتدت الفتنة على المسلمين في حِقبة من تاريخهم، وصار للباطل انتفاش، وللحق خفاء حتى ذكر المؤرخ ابن الأثير رحمه الله أنه بقي عدة سنين مُعرِضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها.
قال: فأنا أقدِّم إليه رجلًا وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟!
ثم كتب ما كتب نصحاً للدين، وعظة للأجيال القادمين! ثم دارت الأيام وصارت العاقبة للمتقين وسبيقى هذا الدين ما بقي الليل والنهار .
وإن من أعظم دلائل قوته ومعالم صلابة عودة أن الذين لايريدونه وودوا لو تكفرون يبحثون لكل باطل يسوقونه، ولكل فساد يروجونه يبحوث عن مسحة دينية، وصبغة شرعية، والذين بنوا مسجد الضرار ليضربوا الإسلام من داخله فلا يقطع الشجرة مثل غصنها قال الله عنهم (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون)
أيها الإخوة: اغتبطوا بدينكم وافرحوا بإسلامكم فلقد صرنا نرى دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وصدق رسالته عياناً فهو لا ينطق عن الهوى إنه إلا وحي يوحى
فعَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ
وعنه أيضاً انه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَيَكُونن من أمتي أقوام يسْتَحلُّونَ الْحر وَالْحَرِير وَالْخمر وَالْمَعَازِف" روى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا مَجْزُومًا بِهِ وَهُوَ دَاخل فِي الصَّحِيح الَّذِي شَرطه .
وحذرنا الرجوع إلى غير أهل العلم، وسؤال من يفتي بجهل
وقال عليه الصلاة والسلام " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ " وذلك حينما يتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا" متفق عليه.
فها هي القنوات الفضائية تحتفي بمن يقول على الله بلا علم، ويعبث بمعاني كلام الله ، ويدعى فتوحات المعاني
التي غابت عن الجيل الأول القرآني، ثم يملي قناعاته المتوترة، واضطراباته النفسية على أنها حقائق علمية !
ورأينا من قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ الله كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ " حديث صحيح رواه أبو داود وغيره .
ولا ندري ماذا خبأ الزمن وستبدي لك الأيام من دلائل نَبَوية وأمور مستقبلية غيبية ما كنت جاهلاً
(رضينا بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام ديناً)
أيها الناس الفتن جذابة، والأهواء غلابة، والثبات يحتاج إلى صبر ومصابرة ومرابطة ويعين على ذلك تحقيق التقوى بتمام المراقبة (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
ولم يجعل الله الحق مربوطاً بالرجال ولو كثر كلامهم، وحسن في نظرك تنظيرهم كيف وقد قال الله تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبنم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً)
فاشتغل يا عبدالله بما وعظك الله به (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا)
ورحم الله التابعي مطرف بن عبدالله يقول عن فتنة عبدلله بن الزبير التي اشغلت الرأي العام، وبقيت سنوات واهتم له الناس وخاض فيها من خاض من خيرة الأمة يقول: مطرف إنه بقي سبع سنوات لا يتكلم في هذه الفتنة لا يسأل ولا يخبر رحمه الله .
من يقوى على هذا ؟ والكلام شهوة في النفس، ومحبة السبق نزعة في الناس .
ثم سل الثبات ممن يملكه (ولولا أن ثبتناك لقد كنت تركن إليهم شيئا قليلا) فاللهم ربنا لا نزغ قلوبنا بعد إذ هدينا
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ..
الله أكبر ... الله أكبر
يتلطف الناصح لقلب المنصوح فيقول هذه كلمات أبوية اعترافاً بأن كلمات الأب هي أصدق الكلمات.
فيابني والداك ضيفان عندك والضيف نهايته الارتحال فأكرم ضيافة عما قريب مرتحل .
أسعدهما بصلاحك، أقر أعينهما بمحافظتك على صلاتك
فهي نجاتك (ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)
(ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع)
لاتؤثر عليهما رفاقك، أوتغلق جوالك فيهتما لطول غيابك
لا يريا منك سفاهة الشباب في لباس ولا قصة شعر ولا يشَمَّا منك ما يكرهان من دخان أو غيره فتحرق قلبيهما قبل أن تحرق نفسك !
(وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
ولدي الغالي : بين يديك أيام إجازة صيفية فخذها بقوة، وابن نفسك واحملها وإن كرهت على ما تحمد عاقبته ومن يستعن بالله يعنه الله .
الله أكبر ...
إن من الناس أناساً يغالبون سنة في خلقه (وأنه أغنى وأقنى) (ومن قدر عليه فلينفق مما آتاه الله) فالله بعلمه وحكمته أغنى من عباده من لو أفقرهم لأفسدهم الفقر، وأفقر آخرين من لو أغناهم لأفسدهم الغنى (وربك يخلق ما يشاء ويختار)
فلا توثق يا عبدالله نفسك وتخنق أنفاسك وتثقل ذمتك لتلبس ثياباً أوسع منك وتجاري أقواما بسط الله رزقهم فتريد مثل بيوتهم، ومراكب مثل مراكبهم، وولائم واحتفالات لاتقوى عليها إلا بشق الأنفس فتستجيبَ لأقساط زعموها ميسرة، وقروض ممتدة ثم إذا أفقت من غفلتك وجدت أقل ما تورطت فيه أن جمد حسابك وضاقت عليك الأرض بما رحبت فلا شفاعة تنفع ولا صاحبَ يدفع وقد كنت في عافية، وستر ولكنك لم تقنع .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه " كنا عند عمر رضي الله عنه فقرأ (وفاكهة وأبا) ثم سأل عن تفسيرها .
قال أنس: وفي ظهر قميصه أربع رقاع " .
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك .
الله أكبر ...
كما اجتمعت أجسادنا في هذا المكان مختارين، أو نعجز أن نجمع قلوبنا لله طائعين، ولنزغات الشيطان مدافعين غالبين (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)
أو نرضى بعد أن لبسنا جميل الثياب أن تكون على قلوب خالية من الثواب .
ما أتعس حال من لا يزال يتعاهد خلافاً بعد زمنه أو قرب فهو يقلبه، ويطيل تشرهه وعتابه .
فرحم الله من طلب عفو الله بعفوه عن عباده (فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )
ورحم الله من طلب تيسر خالقه بتيسره على عباده
وفي الصحيحين أن الله قال في حق من يتجاوز عن عباده (نحن أولى بالتجاوز منه)
الله أكبر ...
مسك ختام الحديث، وأهمه مع فضليات حاضرات معنا
فيا أختي الكريمة وبنيتي الغالية: حرَّكت الرياح العاتية، وفلَّ كثير من الطرق كثيراً من قناعات كانت راسخة والدور عليك أمام هذا التحدي والاختبار الصعب والظن أنك أهل للمسؤلية، وأنك جبل بإذن الله .
لا يُقلقل أعداء المرأة ولا يشل حركتهم مثل وعي المرأة بحقيقتها، ومنزلتها في دينها، وإدراكها حقيقة دعوى المتباكين عليها المدعين نصرتها !
فالمرأة عزيزة في شرعة ربها جعل الله القوامة للرجل حفظاً لها وعوناً لها في تحقيق مصالحها فإذا أخلَّ الرجل في قوامته وتخطى صلاحيته قال الله له (ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) .
وقد حرَّج النبي صلى الله عليه عليه وسلم حق المرأة أن يمس بسوء. وأوجب مراعاة ما لها وقال (اسنوصوا بالنساء خيرا ) وقال خيركم خيركم لأهله ...
المرأة عزيزة في شريعة ربها فالذي أعطاك يابنيتي حرية الاختيار في حضور الجماعة (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) وهيأ لك خصوصية المكان (خير صفوف النساء آخرها) أتظنيه يرضى لك خروجاً إلى ورش عمل، أو مقاعد توظيف أو دراسة مختلطة، أو بلَغَ من رخصك أن يأذن لك في أعمال تطوعية يتكثر بك منظموها لتزاحمي الرجال وقد أدركت أن (حسب الضوابط الشرعية) لا وجود لها في الواقع في كثير من المواقع !
فالمرأة في دين الإسلام دين الرحمة والعدل ليست نداً منافساً للرجل (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) فهي أقدر على أعمال لا يقدر عليها الرجل، والرجل هو أقدر على أعمال لا تقدر عليها المرأة .
وقد قيل: فإذا كان الرجل ميدانه الجيل الحاضر فالمرأة ميدانها الجيل القادم فهي أمان البيت، وحضن أفراده .
أو بعد ذلك ننتظر أن يخط لنا علج وثيقة يزعم أنها حقوق المرأة، فنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ! (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
فاطمئن رحمك الله على صحة موقعك، وحافظي على خصوصيتك.
وقد رأيت كيف أعز الله من فرضت نفسها واعتزت بحجابها في المحافل الدولية وقد نالت الدرجات العلمية وحصدت الجوائز العالمية وهي تتعبد لله بحيائها، ولم تقبل المساومة على حجابها وهن من أصدق الناس عطاء وولاء ووطنية .
فلم يعد الحجاب الصحيح ستراً فقط ولكنه رمز لقناعتك، وعنوان لاستقلالك وأنك لست تابعة متأثرة بكل ناعق!
وهو رسالة لكل علماني أو لبرالي أو لمن لم يصنف نفسه بعد فلا يدري من هو؟ رسالة لهؤلاء الأبواق أن أطروحاتكم هي نفسياتكم لا تعنيني شيئاً ...
فانظري في أمرك، وتفقدي صويحباتك فالطريق دحض ومزلة والتواصي بالحق والصبر هو أعظم واجبات هذا العصر بنتي الغالية: شراك النت، وتطبيقات التواصل وبرامج الاتصال عبر الأجهزة الذكية لا بد أن تتنبه لها الأنفس لتبقى زكية تقية
فالشهرة لأصحاب الحسابات من الرجال والنساء لا تعني صحة منهجهم وسلامة طريقتهم فضلاً عن رضا الله عنهم، وقبوله لعملهم
فالشهرة شهوة ركضوا إليها لست قرابة ولا محرمية، ولا تعني ثقة وإنما مدعاة إلى الحذر منهم والحيطة من التواصل معهم وأحسن أحوال كثير منهم أنه إمعة إن أحسن الناس أحسنوا، وإن أساؤا أساء! وقد أبانت كواليسهم رقة في تدينهم وتقصيراً في حقوق والديهم وأهليهم إلا من رحم الله منهم وأدركوا عظم الرسالة وخطر المسؤلية
بنيتي :عبارات الشكر على المتابعة، وفيسات الرضا والإعجاب للمشاركة، وقبول الدعوة للانضمام إلى برامجه الأخرى، والتصبيحات اليومية، ويسعد مساءك كل هذه مخدرات مشاعر، وخضوع بالقول
تعيش المتورطة بها جوا من الخداع، وتدخل مع نفسها في حيرة وصراع .
وما علمت بهذا أنها وضعت قدميها في مستنقع آسن له رائحة نتنة لاتشم إلا بعد الصحوة من السكرة، واليقظة على إثر كبوة وقد يكون الوقت متأخراً، وخط الرجعة متعذراً ...
سبحان الله إلى هذه الدرجة نشك في بناتنا وأخواتنا بل وفي شيابنا ! معاذ الله من هذا !
ولكننا لا نثق بمن قال (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)
والله خير حافظاً، فاللهم احفظ بناتنا وأخواتنا، ونور بصائرهن ليدركن حجم ما يكاد لهن، وما يراد بهن
الله أكبر ...
فافرحوا بعيدكم، وقد كمل الله بلطفه للصائمين أجر العدة, وإن نقصت في حسابها في المدة (فشهرا عيد لا ينقصان) قاله النبي صلى الله عليه وسلم
دعوة المسلمين لبعضهم تحيط من ورائهم، ويدفع الله بالدعاء، ويرفع به من البأساء والضراء
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لااله الا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .
نسألك اللهم بذلك أن تحفظ علينا ديننا، وأن تحفظ لنا ولاة أمورنا، وأن تقوي بالحق ولي أمرنا وولي عهده، وأن تبارك لهم في مؤتمراتهم، وأن تحقق مراداتهم في اجتماعاتهم .
ونٍسألك اللهم أن تنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، وفي جنوب البلاد. .
ونسألك أن تحفظ المسلمين في بلاد الشام وأن تجعل دائرة السوء على عدوك وعدوهم
كما أن نسألك أن تصلح حال إخواننا في بلاد السودان وأن تولي عليهم خيارهم .
اللهم عليك بالرافضة المفسدين اللهم أبطل سعيهم، وردهم على أعقباهم، ولا تجعل لهم يداً على المسلمين .
اللهم إنه يغيب عن عيدنا هذا أناس لزموا الأسرة البيضاء أمرهم بيدك، وسؤالهم لطفك وعافيتك، فاللهم اكتب لهم شفاء في أبدانهم وسكينة في قلوبهم، وأعظم مثوبتهم.
اللهم من سبقت آجالهم من والدينا وأزواجنا وذرياتنا وأقاربنا ومعارف لنا، اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم، وجازاهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات صفحاً وغفراناً، اللهم واكتب ذلك لنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.
ثم سنة نبيكم رجوع من غير طريق مجيئكم .
وتذكروا بانصرافكم هذا انصرافكم إلى منازلكم (فأما الذين وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون، وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون)
أحسن الله عاقبتنا في الأمور كلها، وأجارنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ....