الخطبــــــــــة الأولــــــى : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره.. و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من سار على دربه إلى يوم الدين، و سلم تسليماً كثيراً. أمـا بعــــــــــد ؛؛ فقد تَبّلُغ بعض المواضيع عند الناس مبلغ الخوف و الحُزُن، خوفٍ مما يُستقبل ، و حُزنٍ على ما مضى، حينها يصبح الإنسانُ مُحاصراً، و يجد نفسه مُكَبّلاً، فإن أراد أن يتكلم يخشى أن يتعثر بكلماته فلا يُبينُ شِكايته، و إن أراد أن يكتب فهو كذلك، يخشى أن يكتب أقل مما يجب أن يُكتَب. و من ثمّ ، يُسمِع النفوس الغاضبة أقل مما تريد، فلا هو هدّاها و لا تركها و أعرض عنها. لذا ؛ جُمعتكم بعد أن جمع ما جمع خطيبها ، و استمع إلى ما وسِعَه الوقت أن يسمع، عاد قلمه خاسئاً و هو حسير ، فاصطلح مع نفسه أن يكون ناقلاً في هذه الجمعة، و رُبّ مبَلَغ منقول له، أوعى من سامع ناقل ، فإليك نقلا. إليك نقلاً عن عالِم اتفقت الأمة على قبوله، و شهدت الدنيا بنصحه، و قد قَدِم إلى ربه و لا نزكي على الله أحداً، فهو أعلم بمن اتقى. أيــــــــها الأخـــــــوة ؛؛ الناس يلوكون موضوع الساعة، و هو الاختلاط في التعليم ، و كيف أن أناساً يحاولون أن يسحبوا نعمة تميّز التعليم عن بلادنا، لتكون كبلاد عض أهلها أصابع الندم حينما اختلط التعليم عندهم ، في حين أن من أهل تلك البلاد المُختَلِط تعليمها السبب الرئيس في بقائهم عندنا و تحملهم الغربة و البعد عن ذويهم هو أن يعلموا أبناءهم في بلاد لا يزال التعليم فيها محافظاً على فصل الجنسين الذكر و الأنثى عن بعضهما فصلاً تامّاً كما هو أمر الشارع. هذه النعمة هناك من يريد أن يُكبَّها، و يقلِب القدر على أهله . هذا هو حديث الناس : خُطوات الاختلاط في التعليم في بلاد الحرمين، و لا يقطعهم عن الحديث عن هذا الموضوع الحساس إلا الحديث عن موضوع الشعوب التي تُبتلى في ليبيا و اليمن ، و موضوع المجرمين من النُصَيريين و ماذا فعلوا في أهل سوريا في وضح النهار و مرأى من العالم ، من غير رحمة لمخلوق و لا خوف من خالق { و إن ربك لبالمرصاد } . حتى لا تطول المقدمة إليك النقل الموعود به . عن سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى المفتي العام السابق للملكة العربية السعودية، يقول : الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ، أما بعد ،، فقد اطلعتُ على ما نشرته جريدة [ ذكر اسمها ] ، الصادرة في يوم أربعٍ و عشرين من الشهر السابع عام أربعة و أربع مائة و ألف 24 / 7 / 1404 بعددها ، منسوباً إلى مدير جامعة [ و ذكر اسمها ] ، الذي زعم فيه أن المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة، و قد استدل على جواز الاختلاط بأن المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤدون الصلاة في مسجد واحد الرجل و المرأة ، و قال : و لذلك فإن التعليم لا بد أن يكون في مكان واحد . قال الشيخ : و قد استغربت صدور هذا الكلام من مدير لجامعة إسلامية في بلد إسلامي ، يُطلب منه أن يوجه شعبه من الرجال و النساء إلى ما فيه السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة . فإنا لله وإنا إليه راجعون ، و لا حول و لا قوة إلا بالله. و لا شك أن هذا الكلام فيه جناية عظيمة على الشريعة الإسلامية، لأن الشريعة لم تدعو إلى الاختلاط حتى تكون المطالبة بمنعه مخالِفة لها ، بل هي تمنعه و تشدد في ذلك ، كما قال الله تعالى : { و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ، و قال : { يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن } ، و قال : { قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن } إلى قوله تعالى : { و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } و قال تعالى : { و إذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن } . و في هذه الآيات الكريمات الدلالة الظاهرة على شرعية لزوم النساء لبيوتهن حذراً من الفتنة بهنّ إلا من حاجة تدعو إلى الخروج، ثم حذرهم ىسبحانه - من التبرج تبرج الجاهلية و هو اظهار محاسنهن و مفاتنهن بين الرجال . و قد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء ) متفق عليه ، من حديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه و خرّجه مسلم في صحيحه عن أسامة و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهما جميعاً . و في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( إن الدنيا حُلوة خَضِرة ، و إن الله مُسْتَخْلِفُكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) . و لقد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم [ و لا أزال أتلو عليكم بيان الشيخ ] لقد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن الفتنة بهنّ عظيمة، و لا سيّما في هذا العصر الذي خلع فيهن أكثرهن الحجاب ، و تبرجن فيه تبرج الجاهلية ، و كثرت بسبب ذلك الفواحش و المنكرات ، و عزوف الكثير من الشباب و الفتيات عمّا شرع الله من الزواج في كثير من البلاد. و قد بيّن الله سبحانه- أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع، فدل ذلك على أن زواله أقرب لنجاسة قلوب الجميع ، و انحرافهم عن طريق الحق . و معلوم أن جلوس الطالبة مع الطالب في كرسي الدراسة من أعظم أسباب الفتنة، و من أسباب ترك الحجاب الذي شرَعه الله تعالى للمؤمنات ، و نهاهنّ عن أن يبدين زينتهن لغير من بينه الله سبحانه في الآية السابقة في سورة النور. و من زعم أن الأمر بالحجاب خاص بأمهات المؤمنين فقد أبعد النجعة و خالف الأدلة الكثيرة الدالة على التعميم. و النبي صلى الله عليه و سلم إنما بُعِث لجميع الناس إلى يوم القيامة. قال الشيخ : و كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه و سلم لا يختلطن بالرجال لا في المساجد و لا في الأسواق . لا يختلطن بالرجال الاختلاط الذي ينهى عنه المصلحون اليوم. اسمع هذه العبارة ، قال : < الاختلاط ، الذي ينهى عنه المصلحون اليوم > و يرشد القرآن و السنة و علماء الأمة إلى التحذير منه، حذراً من فتنته ، بل كان النساء في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم يصلين خلف الرجال، في صفوف متأخرة عن الرجال . وكان يقول صلى الله عليه و سلم : ( خير صفوف الرجال أولها ، و شرها آخرها ، و خير صفوف النساء آخرها، و شرها أولها ) ، حذراً من افتتان آخر صفوف الرجال بأول صفوف النساء . و كان الرجال في عهده صلى الله عليه و سلم يؤمرون بالتريث في الانصراف حتى يمضي النساء و يخرجن من المسجد لئلا يختلط بهن الرجال في أبواب المساجد مع ما هم عليه جميعاً رجالاً و نساءً من الإيمان و التقوى، فكيف بحال من بعدهم. و كانت النساء يَنهين أن يتحققن الطريق، و يُؤمرون بلزوم حافات الطريق حذراً من الفتنة من السير في الطريق. و أمر الله سبحانه نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن حتى يغطين بها زينتهن حذراً من الفتنة . و نهاهن سبحانه عن ابداء زينتهنّ لغير من سمّى الله تعالى في كتابه العظيم، حسماً لأسباب الفتنة، و ترغيباً في أسباب العفة و البعد عن مظاهر الفساد و الاختلاط . فكيف يسوغ لمدير الجامعة [ ثم سماها ] ، كيف يسوغ له بعد هذا كله أن يدعو إلى الاختلاط، و يَزعُمُ أن الإسلام دعى إليه ، و أن الحرم الجامعي كالمسجد، و أن ساعات الدراسة كساعات الصلاة ، و معلوم أن الفرق عظيم ، و البون شاسع لمن عقل عن الله أمره و نهيه، و عرف حكمته سبحانه - في تشريعه لعباده، و ما بيّن في كتابه العظيم من الأحكام في شأن الرجال و النساء و كيف يجوز لمؤمن أن يقول : إن جلوس الطالبة بحذاء الطالب في كرسي الدراسة مثل جلوسها مع أخواتها في صفوفهن خلف الرجال ، هذا لا يقوله من له أدنى مَسكة من إيمان و بصيرة يعقل ما يقول ، هذا لو سلمنا وجوب الحجاب الشرعي . فالله المستعان ، و لا حول و لا قوة إلا بالله . قال الله عز و جل - : { فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور } . - و أما قوله : " الواقع أن المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه و سلم كانوا يؤدون الصلاة في مسجد واحد الرجال و النساء، و لذلك فإن التعليم لا بد أن يكون في مكان واحد . فالجواب أن يقال : هذا صحيح، لكن كان النساء في مؤخرة المسجد مع الحجاب و العناية، و التحفظ مما يسبب الفتنة، و الرجال في مقدم المسجد فيسمعن المواعظ و الخُطَب و يشاركن في الصلاة، و يتعلمن أحكام دينهن مما يسمعنه و يشاهدنه. و كان النبي صلى الله عليه و سلم في يوم العيد يذهب إليهنّ بعدما يعظ الرجال ، و هذا كله لا إشكال فيه، و لا حرج، و إنما الإشكال في قول مدير الجامعة هداه الله و أصلح قلبه و فقهه في دينه - : " و لذلك فإن التعليم لا بد أن يكون في مكان واحد" ، فكيف يجوز له أن يشبه التعليم في عصرنا بصلاة النساء خلف الرجال في مسجد واحد ، مع أن الفرق شاسع بين واقع التعليم اليوم، و بين واقع صلاة النساء خلف الرجال في عهده صلى الله عليه و سلم . و لهذا دعا المصلحون إلى إفراد النساء عن الرجال في دور التعليم ، و أن يكنّ على حِدة ، و الشباب على حدة ، حتى يتمكن من تلقي التعليم من المدرسات بكل راحة من غير حجاب و لا مشقة ، لأن زمن التعليم يطول بخلاف زمن الصلاة . و لأن تلقي العلوم من المدرسات في محل خاص أصون للجميع ، و أبعد لهنّ من أسباب الفتنة ، و أسلم للشباب من الفتنة بهنّ . و لأن إفراد الشباب في دور التعليم عن الفتيات مع كونه أسلم لهم من الفتنة، فهو أقرب إلى عنايتهم بدروسهم و شغلهم بها، و حسن الاستماع إلى الأساتذة ، و تلقي العلم عنهم بعيدين عن ملاحظة النساء والانشغال بهنّ. - و أما زعمه أصلحه الله أن الدعوة إلى عزل الطالبات عن الطلبة تزمت و مخالف للشريعة فهي دعوى غير مسلمة ، بل ذلك هو عين النصح لله و لعباده ، و الحيطة لدينه ، و العمل بما سبق من الآيات القرآنية و الحديثين الشريفين . و نصيحتي لمدير الجامعة أن يتقي الله عز و جل و أن يتوب إليه سبحانه مما صدر منه و أن يرجع إلى الصواب و الحق ، فإن الرجوع إلى ذلك هو عين الفضيلة، والدليل على تحري طالب العلم للحق و الانصاف، و الله المسؤول سبحانه أن يهدينا جميعاً سبيل الرشاد ، و أن يعيذنا و المسلمين من القول عليه بغير علم ، و من مضلات الفتن و نزغات الشيطان . كما أسأله سبحانه أن يوفق علماء المسلمين و قادتهم في كل مكان لما فيه صلاح البلاد و العباد في المعاش و المعاد، و أن يهدي الجميع صراطه المستقيم إنه جواد كريم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله وصحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . الخطبــــــــة الثانيــــــــــــة : الحمد لله و كفى، و صلى الله و سلم على أنبياءه الذين اصطفى أمـا بعـــــــــــــد ؛؛ فلعلك بعد هذا النقل الذي سمعته لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لعلك تقول إن كلام الشيخ رحمه الله هو في تحريم الاختلاط في التعليم في الجامعة، و هذا أمر لا نقبله. و العجاجة التي أثارها من أثارها هي في التعليم المختلِط في المراحل الإبتدائية في الصفوف الأولى منها فقط لأسباب تربوية و نفسية و تغريبية ؛ عفواً لم يقولوا هذه الأخيرة فأقول رحمك الله أرأيت لو تم الاختلاط في المراحل الأولى التعليمية المذكورة لا حقق الله ذلك لو تم ذلك ثم خرج من ينادي بالتعليم المُختَلِط فيما بعد المراحل الأولى هل سيرد عليه مثيروا العجاجة الأولى و يقولوا له هذا لا يجوز شرعاً ، و ليست من خطتنا التعليمية التربوية ، ثم يوزعون بيان الشيخ ابن باز ، و فتاوى العلماء بتحريم الإختلاط، و يُظهرون و ينشرون المادة في نظام الحكم التي تمنع الاختلاط في كافة مرافق الدولة. و الله لن يكون هذا ، بل سيفرحون بالعجاجة الثانية و يستنشقونها بشهيق و زفير له خُوار، كيف و عجلة الاختلاط تُدفع بقوة على مستويات مختلفة في هذا البلد . إذاً هي خطوات مكرُ الليل و النهار لحكومتنا و شعبنا ، و الله خيرٌ حافظاً . فحفظ الله لنا حكومتنا و شعبنا، و نقّى الله مجتمعات المسلمين من عَجاجات الذين يُفسدون في الأرض و لا يُصلحون. و بعد هذا أيها المُجادل : إن كلَّ ذهنك عن الاستيعاب ، فمِسكُ القول بيان آخر أسأل الله أن يصلح بها الحال ، و أن يدفع بها الشر و الارتياب . يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى : اطلعتُ على ما كتبه الأستاذ [ و ذكر اسمه و اسم الجريدة و تاريخها ] الذي اقترح فيه اختلاط الذكور و الإناث في الدراسة بالمرحلة الإبتدائية، و لما يترتب على اقتراحه من عواقب وخيمة، رأيتُ التنبيه على ذلك ؛ فأقول : إن الاختلاط وسيلة لشر كثير، و فساد كبير، لا يجوز فعله، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم - : ( مُروا أولادكم بالصلاة لسبعٍ ، و اضربوهم عليها لعشر ، و فرّقوا بينهم في المضاجع )، و إنما أمر صلى الله عليه و سلم بالتفريق بينهم في المضاجع لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة و ما بعدها وسيلة لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين و البنات. [ اسمع كلامه رحمه الله - :] و لا شك أن اجتماعهم في المرحلة الإبتدائية كل يوم و سيلة لذلك ، كما أنه وسيلة للإختلاط فيما بعد ذلك من المراحل . و بكل حال فاختلاط البنين و البنات في المراحل الإبتدائية؛ منكر؛ لا يجوز فعله ، لما يترتب عليه من أنواع الشرور و قد جاءت الشريعة الكاملة بوجوب سدّ الذرائع المُفضية للشرك و المعاصي ، و قد دل على ذلك دلائل كثيرة من الآيات و الأحاديث ، و لولا ما في ذلك من الإطالة لذكرت كثيراً منها ، و قد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله - في كتابه إعلام الموقعين ، منها تسعة و تسعين دليلاً . قال الشيخ : و نصيحتي للأستاذ و غيره : ألّا يقترحوا ما يفتح على المسلمين أبواب شر قد أغلقت نسأل الله للجميع الهداية و التوفيق . و يكفي العاقل ما جرى في الدول المجاورة و غيرها من الفساد الكبير بسبب الاختلاط . و الله المسؤول أن يوفق المسلمين لما فيه سعادتهم و صلاحهم في العاجل و الآجل ، و أن يحفظ عليهم دينهم ، و أن يغلق عليهم أبواب الشر ، و يكفيهم مكايد الأعداء إنه جواد كريم . و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين . بعد هذا كله رحم الله الشيخ عبد العزيز بن باز ، و أجزل له أجره على نُصحه ، و رحم الله علماء المسلمين كلهم ، و وفق الله تعالى العلماء الصادقين الذين يسيرون على نهج الاصلاح ، و المحافظة على أمن هذا البلد و قيَّمه و تميّزه ، و بقائه منبراً للعالم الإسلامي . جزى الله العاملين، و بصّر الغافلين، و هدى الله برحمته الضالين، إنه جواد كريم. اللهم إنا نسألك أن تحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، اللهم أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، و أصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، و اجعل الحياة الدنيا زيادة لنا في كل خير، و الموت راحة لنا من كل شر. اللهم إنا نسألك أن تحفظ علينا بلادنا، و أن تحفظ لنا حكومتنا، و أن تسددهم على ما تحب و ترضى، و أن تلهمهم رُشدهم، و أن تقيّهم شرور أنفُسهم، و أن تحفظهم من البطانة الخائنة التي لا ترعى مخلوقاً، و لا تحفظ حق خالقاً، يا قوي يا عزيز. اللهم إنا نسألك أن تُصلح أحوال المسلمين في كل مكان . اللهم مكّن للمسلمين في ديارهم، و ولِّ عليهم خيارهم، و احقن دماءهم، و لا تجعل للظالمين عليهم سبيلاً، يا قوي يا عزيز. ربنا ظلمنا أنفسنا، و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين . عـــــباد الله : اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، و اشكروه على نِعَمِه يزدكم ، و لذكر الله أكبر ، الله يعلم ما تصنعون.