خطبة الجمعة 16-11-1432هـ بعنوان أبوة فريدة
د.عبدالرحمن الدهش
02-25-1432 12:09 مساءً
0
0
2.0K
الخطبــــــــــة الأولــــــى :
الحمـــدُ لله ؛؛
الحمد لله جعل في أخبار السابقين عظة للمتأملين ، و خص منهم الأنبياء و المرسلين ، ففي قَصَصِهم عِبرة لأولي الألباب ، ليحيى من حيَّ عن بيّنة ، و يهلِك من سبق عليه الكتاب
و أشهد أن لا إله إلا الله ربُّ الأرباب ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ،
أمر بالتوكل مع أخذ الأسباب ، صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب ، و سلم تسليماً كثيراً ..
أمـا بعـــــــــــــد ؛؛
فحيث تتوجه القلوب و الأبدان إلى بيت الله الحرام ، قاصدين مكة و المشاعر ، راغبين في الطواف و السعي ، مؤملين مثوبة من ربهم ، سائلين خلاصاً من ذنوبهم ..
فهم إلى بقاع طاهرة جدّوا سائرين ، و إلى أماكن نزلها الأنبياء قبلهم مرتحلين ، فهناك الكعبة المشرفة بناها إبراهيم الخليل ، و أذن في الناس أن حُجُّوا بيت ربكم الجليل ..
فما تاريخ البيت ؟ ، و ما قصته ؟ ، و أي عِبرٍ تتصيّدها القلوب قبل الأسماع ؟ ..
فخطبتنا في جمعتنا هذه إن شاء الله خطبتنا عن رحلة تاريخية ..
فأرعِ سمعك ، أرعِ سمعك ، ما حدث به ابن عباس رضي الله تعالى عنه و هو الصحابي الثقة الحافظ لما ينقله ، فاستمع ..
فعن سعيد بن جبير رحمه الله قال : قال ابن عباس : جاء إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل عليه السلام و أمه هاجر ، و هي لا تزال ترضع وليدها ..
فالرحلة طويلة شاقة ، من الشام حتى أرض الحجاز ، فحطّ رحله عند دوحة : شجرة كبيرة ، و ليس في ذاك المكان يومئذٍ أحد ، و ليس به ماء ..
وضعهما هناك إسماعيل و أمه ، و وضع عندهما جِراباً فيه تمرٌ ، و سِقاءٌ فيه ماء ..
ثم قفل إبراهيم منطلقا ، فتبعته أم إسماعيل فقالت : يا إبراهيم أين تذهب ؟ أين تذهب و تتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس و لا شيء؟ ..
فقالت له ذلك مراراً ، و جعل إبراهيم لا يلتفت إليها ، حتى قالت له : أآلله الذي أمرك بهذا ؟ ..
قال : نعم .
قالت : إذن لا يضيعنا ، ثم رجعت ..
فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية ، حيث لا يرونه ، استقبل بوجهه البيت ، ثم رفع يديه و دعا قائلاً :
{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } ..
دعوات صادقة لا يملك غيرها ليُقدِمها عزاءً لنفسه و هو يُنَفِذُ أمر ربه في ترك رضيعٍ مع أمه ..
فلــتَأخذ هذه الدعواتُ مداها ..
و لننظر في حفظ الله لمن حَفِظه في أهله و ولده ..
جعَلَت أُمُّ اسماعيل تُرْضِعُ اسماعيل ، و تشربُ من ذلك الماء ، حتى إذا نَفَدَ ما في السِقاء ، عَطِشت و عَطِش ابنها ، و بلغ العطش فيه مبلغاً صعباً ، فجعلت أمه تنظر إليه ، و هو يتلوى من شدة حُرقته ، فشَقَّ على الأم أن تنظر إليه و هي لا حول لها و لا قوة في أمره ..
مكانٌ خالي ، و رضيعٌ جائعٌ عَطِش ، فانطلقت ، انطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقربَ جَبَلٍ في الأرض يليها ، فقامت عليه ..
ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً ، فلم ترَ أحداً ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها أي ثوبها ، ثم سَعَت سعيَ الإنسان المجهود ، حتى إذا جاوزت الوادي ..
ثم أتت المروة ، فقامت عليه و نظرت هل ترى أحداً ، فلم ترَ أحداً ، فعلت ذلك سبع مرات ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما ؛ قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( فذلك سعي الناس بينهما ) ..
فلما أشرفت على المروة ، سمعت صوتاً غريباً ، ثم تسَمَّعتْ ، فسَمِعَت ، فأيقنت أنَّ فرجاً ينتظرها يُحيي الله به رضيعها و نفسها ..
فإذا هي بالملكِ عند موضع زمزم ، فبحث بعَقِبه أو بجناحه ، فحفر حتى ظهر الماء ، فجعلت تَــحُــوضه : أي تجمعه بيدها حتى يكون كالحوض ..
و جعلت تغرف من الماء في سقائها ، و هو يفور بعدما تغرف ..
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - ؛ قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( يرحمُ الله أمَ إسماعيل ، لو كانت تركت زمزم ) أو قال : ( لو لم تغرِف من الماء ) ( لكان زمزمُ عيناً معيناً ) ..
فشَرِبت ، و أرضعت ولدها ، قال لها الملَك : ( لا تخافوا الضَيْعة ، فإن ها هنا بيتَ الله ، يبنيه هذا الغلام و أبوه ، و إن الله لا يُضَيعُ أهله ) ..
و كان مكانُ البيت مُرتَفِعاً من الأرض كالرابية ، تأتيه السيول ، فتأخذ عن يمينه و شماله ..
ثم لم تزل أمُّ اسماعيل على خير حال مع رضيعها ، حتى مرت بهم رُفقَةٌ من قبيلة جُرهُم ، مقبلين ، فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائراً عائفاً ..
فقالوا : إن هذا الطائر لَيَدورُ على ماء ، لعهدنا بهذا الوادي و ما فيه ماء ، فأرسِلوا من يستكشف الخبر ..
فإذا هم بالماء ، فرجعوا ، فأخبروهم خبر الماء ..
فأقبلوا حتى وقفوا على أم اسماعيلَ عند الماء ، فقالوا : أتأذنين لنا أن ننزِل عِندَك ؟..
قالت : نعم ؛ و لكن لا حقَّ لكم في الماء . قالوا : نعم ..
قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( فألفى ذلك أمَّ اسماعيل و هي تُحِبُّ الأُنس ) ..
فنزلوا و أرسلوا إلى أهليهم ، فنزلوا معهم ، حتى إذا كان فيها أهل أبيات منهم ، و شَبَّ الغلام ، و تعلم العربية منهم ، و أعجبهم حين شَبَّ ..
فلما أدرك ، زوجوه إمرأة منهم ، فجاء إبراهيم عليه السلام بعدما تزوج إسماعيل ، و بعدما ماتت أمه ، جاء ينظر ، يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل إمرأته عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا الرزق ، ثم سألها عن عيشهم و هيئتهم ، فقالت : نحن بشرّ و ضيق و شدة ، فشكت إليه ..
قال إبراهيم : فإذا جاء زوجك ، فإقرئي عليه السلام ، و قولي له : يُغيّر عتبة بابه ..
فلما جاء إسماعيل ؛ كأنه آنس شيئاً ، فقال : هل جاءكم من أحد ؟ ..
قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا و كذا ، فسألنا عنك ، فأخبرته ، و سألني كيف عيشُنا ، فأخبرته أنّا في جُهدٍ و شَدة ..
قال : هل أوصاكِ بشيء ؟
قالت : نعم أمرني أن أقرأ عليكم السلام ، و يقول : غيّر عتبة بابك ..
قال إسماعيل : ذاك أبي ، و قد أمرني أن أُفارقكِ ، الحقي بأهلك ، فطلقها ..
ثم تزوّج منهم إمرأة أخرى ، فلبث عنه إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد ، فلم يجده ، فدخل على إمرأته ، فسألها عنه ، قالت : خرج يبتغي لنا ..
قال : كيف أنتم ؟ ، و سألها عن عيشهم و هيئتهم ..
قالت : نحن بخيرٍ و سَعَةٍ ، و أثنت على الله ..
قال : ما طعامكم ؟ قالت : اللحم ..
قال : ما شرابكم ؟ قالت : الماء ..
قال إبراهيم : اللهم بارك في اللحم و الماء ..
قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( و لم يكن لهم يومئذٍ حبّ ، و لو كان لهم حبٌّ لدعا لهم فيه ) ، قال : ( فهما لا يخلو عليهما أحدٌ بغير مكة إلا لم يُوافقاه ) ..
قال فإذا جاء زوجك ، فأقرئي عليه السلام ، و مُرِيه يُـثَــبِّـت عتبة بابه ..
فلما جاء إسماعيل ، قال : هل أتاكم من أحدٍ ؟ قالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهيئة ، و أثنَت عليه ..
فسألني عنك ، فأخبرته ، فسألني : كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنّا بخير ..
قال : فأوصاكِ بشيء ؟ قالت : نعم ، هو يقرأ عليك السلام ، و يأمُرك أن تُثَبِّت عتبة بابك ..
قال إسماعيل : ذاك أبي ، و أنت العتبة ، أمرني أن أُمسِكَك ..
ثم لَبِث عنهم ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك ، و إسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحةٍ قريبةٍ من ماء زمزم ، فلما رآه ، قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد ، و الولد بالوالد : أي اعتنقه و قبله ..
ثم قال : إن الله أمرني بأمر ، قال إسماعيل : فاصنع ما أمر ربُك ، قال : و تُعِنُني ؟ قال : و أُعينُك ..
قال : فإن الله أمرني أن أبنيَ بيتاً ها هنا ، و أشار إلى أكَمَة مرتفعة على ما حولها ..
قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيلُ يأتي بالحجارة ، و إبراهيم يبني ، حتى إذا ارتفع البناء ، جاء بهذا الحجر ، فوضعه له ، فقام عليه و هو يبني و إسماعيلُ يُناوله الحجارة و هما يقولان : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } ..
فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت ، و هما يقولان : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } ..
هــــــــــــــذه قصـــــــة إبراهــــــــــيم عليه الســــــــــــلام مع ابنه إسمـــــاعيـــــل عليه السلام ..
بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و جعلني و إياكم منهما من المنتفعين ، و الحمد لله رب العالمين ..
الخطبــــــــة الثانيــــــــــــة :
الحمد لله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ، و لا عدوان إلا على الظالمين ..
و أشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و التابعين و سلم تسليماً كثيراً..
أمـا بعـــــــــــــد ؛؛
فقصة أبينا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام قصة تَشُدُّ السامعين ..
فيها من معالم التقوى و التوكل على الله الشيءُ الكثير ..
فإبراهيمُ عليه السلام ترك ولده الرضيعَ و أُمه في وادً غير ذي زرع لا يَحْدُهُ إلا الثقة بالله ، و التوكل عليه ..
نعم ؛ هو تلقى وحيَ الله تعالى في ذلك ، و لكن للنفس نزعات ، حتى إنه لم يستطع أن ينظر إليهما ، و هو منصرفٌ عنهما ..
فنازع َ نفسه ، فغلب نفسهُ طاعة لله تعالى ..
و هـــــــذا معـــــــــاشر الســـــــامعين :
هذا ما نحتاجه يا عباد الله مع نفوسنا تجاه ما أمر الله به ، أو حرَّمه علينا..
فالنفوس تدعو ، و الشيطان يَؤزّ ، ولا بد من تَغَلُّبٍ على هذا كله بتقوى الله ، و الاستعانة على طاعته ، و الصبر عن محارمه ..
{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يُحييكم } ..
فالحياة الطيّبة هي بتحقيق طاعة الله بالعمل الصالح ..
{ من عَمِل صالحاً من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } ..
و مـــــن عِـــــــبَر هـذه القصـــة أيـــها الأخــــوة تلك الصلة التي يقوم بها الأب لابنه على بُعْدِ المسافة ، و كُلفَة النُقلَة ، و تَــفَــقُــدِ حاله ، و إبداءِ المشورة الصادقة في حياته الزوجية ..
فكان من ثمار تَلَطُّف الأبّ ؛ طاعةُ الابن بمواقفَ عظيمة ، فقد أطاعه في أصعب موقفٍ على النفس ، حينما رأى إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه ..
فكانت طاعة الابن تُسابق الخبر { يا أبَتِ افعل ما تؤمر } ..
ثم في تحقيق أمر الله ببناء البيت ، حتى صار بناء البيت مقترناً باسم هذين النبيين الكريمين ..
{ و إذ يرفع إبراهيمُ القواعد من البيت و إسماعيلُ } ..
ثم لا يغيبُ في هذا الحَدَث ، صِدق الرغبة من الأب و ابنه فيما عند الله
{ ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم } ..
أمــــا أخــــــــــبار أُمِّ إسمـــــاعـــيل ؛ هـــاجر :
فهي المرأة العاقلة ؛ لما علمت أن الأمر ببقائها في الوادي أمرٌ إلهي ؛ لم تُطِل النِقاش ..
فهــــــــــــو درسٌ في [ عدم التقدم بين يديّ الله ] ، فافهموه ، و انقلوه إلى نساءكم حتى لا يُبدين و يُعِدْن فيما ورد النهي عنه في شأنٍ من شئونهنّ ، لباسهنّ أو خروجهنّ أو دخولهنّ ..
و أمـــا سعيّها تطلبُ الغَوث لرضيعها ، فما مشروعيةُ السعي بين الصفا و المروة في الحَجِّ أو العمرة إلا لإحياء تلك الذكرى في النفوس ، لِتَنشَط في الالتجاءِ إلى الله عز و جل في كل حال ..
و أنَّ الله مُغِيثٌ كلّ مُستغيث ، فاصدقوا اللجأ إلى الله ، وتوجهوا بصدقٍ إليه ..
فالذي أغاثَ أُمَّ إسماعيل قادر على أن يُغيث الناس أجمعين متى ما تحققت طاعتهم لربِّ العالمين ..
فاللهــم أصلح لنا ديننا ..
هـــذه - أيها الأخـــوة - بعض أخبار البيت الحرام ، حرَّمَه الله تعالى ، و لم يُحَرِّمه الناس ، و جعله آمناً لا يُنَفَّر صيده ، و لا يُعْضدُ شجره ..
عَظَمَ الله المعصية فيه ، و توعد من أراده بإلحادٍ بالعذاب الأليم ..
{ و من يرد فيه بإلحادٍ بطلمٍ نُذِقّهُ من عذاب أليم } ..
فهل يعي هذا من يُرَوعون الآمنين ، و يتوعدون بالهُتافات في صعيد مِنى و عرفات ، و لهم أعمال من دون ذلك ، و فوق ذلك ، و بين ذلك هم لها عاملون ..
و إن تعجب ؛ فاعجب أن من عقائد الرافضة المنافقين ، استعجالَ خروج المهدي الذي زعموه ، و هو لا يخرج حتى تُملأ الأرضُ ظلماً و جوراً ..
و لذا لا يرون بأساً بنشر الفساد ، و أذية العباد ، و التخطيط للاغتيالات ، و تدبير المؤامرات ، حتى يَحُلَّ زمن المهدي ، فيخرجُ ، فيُبايعونه ، و ينضمون إليه ..
اللهـــم اكفنا شرَّهُم بما شئت ..
اللهــــم من أراد الإسلام أو المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره ، و أفسد عليه أمره ، و اجعل ما يُخططه تدميراً عليه ، يا قــــوي يا عـــــزيـــــز ..
اللهــــم إنا نسألك أن تنصر من بنصرته نصرانٌ للدين ، و أن تخذل من بخُذلانه نُصرانٌ للدين ، يا رب العالمــــين ..
اللهـــم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ..
اللهــــم أصلح أحوالهم في بلاد سوريا و في بلاد ليبيا ، و في بلاد اليمن ، و في كل أرض أنت أعلم بها منا ، يا رب العالمين ..
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ، و نجنا برحمتك من القوم الكافرين .
اللهـــم لا تجعل لليهود الظالمين على المسلمين يداً ..
و لا للنصارى الحاقدين على المسلمين يداً ..
و لا للرافضة المنافقين على المسلمين يداً ..
اللهـــم قوِّ عبادك ، و مكّن لهم في ديارهم ، و آمنهم في دورهم ، و اجعل العاقبة للمتقين منهم ، يا ربَّ العالمين ، عاجلاَ غيرَ آجِلّ ، إنك وليّ ذلك ، و القادر عليه ..
و الحمد لله ربّ العالمين ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
شارك